أسباب القيء المستمر
القيء
يمكن تعريف القيء بأنه إفراغ قسري، طوعي أو لاإرادي، لمحتويات المعدة من خلال الفم أو الأنف في بعض الأحيان. ومن النادر أن يسبب القيء الألم إلا أنه يعتبر شعورا مزعجا وغير مريح. وقد يكون القيء مسبوقا بالعديد من العلامات مثل: الغثيان وهو إحساس الشخص بأن التقيؤ على وشك الحدوث، إضافة إلى الإسكات (Gagging)، والتهوع (Retching)، والشرق، ومنعكسات المعدة غير الإرادية، وامتلاء الفم باللعاب من أجل حماية الأسنان من حمض المعدة، والحاجة إلى التحرك أو الانحناء. ومما يساعد على تقليل تلك الأعراض التي تسبق التقيؤ: اللجوء إلى الراحة في وضعية الجلوس أو الاستلقاء المسنود، وفي المقابل فإن ممارسة الأنشطة والحركة قد يفاقم الغثيان ويؤدي إلى التقيؤ.[١]
والأمر الذي يساعد على منع دخول محتويات السائل المقذوف من المعدة إلى الجهاز التنفسي مانعا بذلك الاختناق، هو وجود منعكس يعرف باسم منعكس التهوع أو المنعكس البلعومي (Gag reflex). وفي بعض الحالات التي لا يعمل فيها هذا المنعكس بشكل سليم يمكن أن يتعرض الشخص لخطر الاختناق نتيجة التقيؤ كما هو الحال في الأشخاص الذين يتقيؤون تحت تأثير المخدرات أو الكحول، أو الذين يتقيؤون وهم مستلقون على ظهورهم. وهناك العديد من أنواع القيء المختلفة، فالقيء الأصفر يدل عادة على وجود العصارة الصفراوية في القيء ويحدث عادة بعد تناول الطعام، أما القيء المحتوي على قطع الدم أو القيء الدموي فيدل عادة على حدوث قطع أو كشط في المريء أو المعدة. كما أن القيء الشبيه بتفل القهوة قد يكون علامة على الإصابة بالقرحة، أو ارتجاع المريء، أو سرطان المعدة أو الكبد، أو أمراض البطن الأخرى.[١]
أسباب القيء المستمر
يمكن أن يكون القيء المستمر والمتكرر واحداً من الأعراض الرئيسية لمتلازمة التقيؤ الدوري (Cyclic Vomiting Syndrome) التي تتمثل بحدوث نوبات مفاجئة متكررة من الغثيان الشديد والتقيؤ. ومما يميز هذه المتلازمة التقيؤ عدة مرات في الساعة الواحدة، واستمرار نوبة التقيؤ من عدة ساعات إلى عدة أيام، مما يؤدي لشعور المصاب بالتعب الشديد والنعاس. كما أن أعراض هذه المتلازمة تبدأ في نفس الوقت من اليوم، وتستمر لنفس المدة الزمنية، وتكون فيها شدة الأعراض مشابهة للنوبات السابقة. وقد تحدث هذه النوبات في أي وقت إلا أنها تبدأ غالبا خلال ساعات الصباح الباكر. ومن الجدير بالذكر أن السبب الدقيق الكامن وراء الإصابة بهذه المتلازمة ليس معروفا حتى الآن، إلا أن بعض الخبراء يعتقدون أن مشاكل التواصل العصبي بين الدماغ والجهاز الهضمي، والمشاكل المتعلقة بطريقة استجابة الدماغ وجهاز الغدد الصماء للتوتر، والطفرات في بعض الجينات قد تلعب دورا في حدوث هذه المتلازمة.[٢]
وتضم المحفزات المختلفة لحدوث نوبة التقيؤ المستمر: الضغط العاطفي، والقلق أو نوبات الهلع وخاصة لدى البالغين، والعدوى مثل: نزلات البرد والإنفلونزا أو التهاب الجيوب الأنفية المزمن، والحماس الشديد قبل أحداث معينة مثل: أعياد الميلاد، أو الإجازات، أو الرحلات المدرسية وخاصة لدى الأطفال، وقلة النوم، والإرهاق البدني، والحساسية، ودرجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة بشكل كبير، وشرب الكحول، وفترات الحيض، ودوار الحركة، والصيام، وتناول أطعمة معينة مثل: الشوكولاتة، والجبن، والأطعمة التي تحتوي على الغلوتامات أحادية الصوديوم.[٢]
أسباب أخرى للقيء
تضم الأسباب الأخرى للقيء ما يلي:[٣]
- العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
- شلل المعدة (Gastroparesis) وهي حالة لا تعمل فيها عضلات جدار المعدة بشكل صحيح مما يؤثر في عملية الهضم.
- الانسداد المعوي (Intestinal obstruction).
- الصداع النصفي (Migraine).
- الدوخة ودوار الحركة أو عدوى الأذن الوسطى.
- التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي (Viral gastroenteritis).
- فشل الكبد الحاد.
- اضطراب شرب الكحوليات.
- التهاب الزائدة الدودية (Appendicitis).
- التهاب المرارة (Cholecystitis).
- الحماض الكيتوني السكري (Diabetic ketoacidosis).
- الإصابة بنوبة قلبية (Heart attack) أو فشل القلب (Heart failure).
- فتق الحجاب الحاجز (Hiatal hernia).
- فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism).
- متلازمة القولون العصبي (Irritable bowel syndrome).
- تناول بعض الأدوية مثل: الأسبرين، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Nonsteroidal anti-inflammatories)، وموانع الحمل الفموية، وأدوية الديجيتالس (Digitalis)، والأدوية الأفيونية، وبعض المضادات الحيوية.
- التهاب السحايا (Meningitis)
- التهاب البنكرياس (Pancreatitis).
- القرحة الهضمية (Peptic ulcer).
- الإصابة بالحمى أو المعاناة من آلام حادة.
- التسمم الغذائي (Food poisoning).
مراجعة الطبيب
تضم الحالات التي ينبغي فيها مراجعة الطبيب إذا كان المصاب يعاني من القيء ما يلي:[٤]
- الرضع والأطفال دون سن السادسة من العمر: ينبغي مراجعة الطبيب إذا كان الطفل أو الرضيع لديه أي مما يلي:
- استمرار القيء أكثر من بضع ساعات.
- المعاناة من الإسهال بالإضافة للتقيؤ.
- ظهور علامات الجفاف لدى الطفل أو الرضيع.
- ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 37.8 درجة مئوية.
- عدم تبول الطفل لمدة ست ساعات.
- الأطفال فوق سن السادسة : ينبغي مراجعة الطبيب إذا كان الطفل يعاني من أي مما يلي:
- استمرار القيء ليوم واحد.
- استمرار الإسهال مع القيء لأكثر من 24 ساعة.
- ظهور علامات الجفاف.
- ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38.9 درجة مئوية.
- عدم تبول الطفل لمدة ست ساعات.
- البالغين: يجب على البالغين استشارة الطبيب إذا استمرت المعاناة من التقيؤ لأكثر من يوم واحد، أو إذا استمر الإسهال والقيء لأكثر من 24 ساعة، وفي حال ظهور علامات الجفاف المعتدل. وينبغي مراجعة الطبيب على الفور إذا ظهرت العلامات أو الأعراض التالية:
- وجود الدم في القيء أو القيء الذي يشبه مظهر القهوة.
- الصداع الشديد أو تصلب الرقبة.
- الخمول.
- الارتباك والتشوش الذهني.
- انخفاض اليقظة.
- الشعور بألم شديد في البطن.
- القيء المصحوب بارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38.3 درجة مئوية.
- القيء المصحوب بالإسهال.
- سرعة التنفس أو النبض.
مراجع
- ^ أ ب “What Is Vomiting”, www.everydayhealth.com, Retrieved 23-1-2019. Edited.
- ^ أ ب “Symptoms & Causes of Cyclic Vomiting Syndrome”, www.niddk.nih.gov, Retrieved 23-1-2019. Edited.
- ↑ “Nausea and vomiting”, www.mayoclinic.org, Retrieved 23-1-2019. Edited.
- ↑ “Nausea & Vomiting: When to Call the Doctor”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 23-1-2019. Edited.