أسباب نقص كريات الدم البيضاء
الأسباب العامة لنقص كريات الدم البيضاء
عند الحديث عن الأسباب المحتملة لنقص كريات الدم البيضاء (Leukopenia)، وانخفاض تعداد خلايا الدم البيضاء (Low white blood cell count)، وقلة الكريات البيضاء، فإن معرفة العمليات التي تحدث داخل الجسم وما ينتج عنها من نقص في كريات الدم البيضاء لأمر مهم، وتشمل هذه العمليات ما يلي:[١]
- انخفاض الإنتاج: تتعدد العوامل المؤدية إلى انخفاض إنتاج كريات الدم البيضاء، فقد يكون ذلك ناتجا عن مشاكل تؤثر في نخاع العظم، وقد يكون ناتجا عن سوء التغذية ونقص العناصر المهمة لإنتاج كريات الدم البيضاء، بما في ذلك الفيتامينات، والبروتينات، والسعرات الحرارية.
- زيادة التحطيم: إذ تتحطم كريات الدم البيضاء وتتفكك بسرعة كبيرة بواسطة الأجسام المضادة (Antibodies) التي يتم إنتاجها في حال وجود بعض الاضطرابات كأمراض المناعة الذاتية (Autoimmune disorders)، ويقصد بها المشاكل التي ينتج فيها الجهاز المناعي أجساما مضادة تحارب خلايا الجسم الطبيعة بدلا من محاربة مسببات الأمراض والعدوى.[١][٢]
- زيادة الاستهلاك: ويحدث هذا في حال إصابة الجسم بالعدوى وخاصة الشديدة منها كالإنتان ويسمى أيضا تعفن الدم (Sepsis)، حيث يتم استهلاك مخزون الجسم من كريات الدم البيضاء لمحاربة العدوى بشكل يفوق الحد المعتاد.[١]
- الاحتجاز: ويعني حبس وعزل خلايا الدم البيضاء وتراكمها في الطحال (Spleen) نتيجة الإصابة بحالات مرضية معينة كتشمع الكبد (Cirrhosis).[١]
الأمراض والحالات التي قد تسبب نقص كريات الدم البيضاء
قد ينجم نقص كريات الدم البيضاء عن أسباب وحالات عدة، يمكن بيانها على النحو التالي:[١][٣]
- العدوى: تعد العدوى أحد الأسباب الشائعة لنقص تعداد كريات الدم البيضاء، وقد يحدث ذلك في مرحلة ما بعد العدوى في بعض أنواع العدوى أو خلال العدوى الحادة في بعض الحالات، وبشكل عام فإن أنواع العدوى التي تسبب انخفاضا في كريات الدم البيضاء هي:
- العدوى الفيروسية التي تحدث نتيجة الإصابة بفيروس إبشتاين-بار (Epstein Barr Virus)، والفيروس التنفسي المخلوي (Respiratory Syncytial Virus)، وفيروس بارفو (Parvovirus)، وفيروس الإنفلونزا (Influenzae)، والفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus)، والفيروسات المسؤولة عن التهاب الكبد الوبائي أ (Hepatitis A) والتهاب الكبد ب (Hepatitis B)، وفيروس الحصبة (Measles Virus)، وفيروس حمى الضنك (Dengue Fever)، وفيروس عوز المناعة البشري (Human Immunodeficiency Virus (HIV)).
- الأمراض الركتسية (Rickettsia) مثل: داء لايم (Lyme Disease)، وداء إيرليخ (Ehrlichiosis)، وداء الأنابلازما، والحمى النمشية (Typhus)، وحمى الجبال الصخرية المبقعة (Rocky Mountain Spotted Fever).
- العدوى البكتيرية مثل: الإصابة ببكتيريا الشيغيلا (Shigella)، وبكتيريا السلمونيلا (Salmonella)، والبكتيريا المسببة للسعال الديكي (Whooping Cough)، والبكتيريا المسببة لداء البروسيلات (Brucellosis)، والبكتيريا المسببة للسل (Tuberculosis)، وسلالات بكتيريا المتفطرات اللانموذجية (Atypical mycobacteria)، والبكتيريا المسببة لحمى الببغاوات (Pisttacosis).
- الطفيليات ومنها الملاريا (Malaria).
- المشاكل المتعلقة بالنخاع العظمي: يطلق على النخاع العظمي ما يعرف بالمركز الإسفنجي للعظام وهو المسؤول عن صنع خلايا الدم، وإن وجود مشاكل في النخاع العظمي قد تضر بقدرته على إنتاج كريات الدم البيضاء، فعلى سبيل المثال تؤثر البيئة المليئة بالمواد الكيميائية كالبنزين والمبيدات الحشرية في قدرة النخاع العظمي على إنتاج كريات الدم البيضاء، وكذلك الحال مع بعض أنواع السرطان وعلاجاته الكيميائية والإشعاعية.
- أمراض المناعة الذاتية: حيث تتضمن هذه الأمراض مهاجمة الجسم لخلاياه الدموية البيضاء وتدمرها، ومن أبرز هذه الأمراض: الذئبة (Lupus) والتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis).
- سوء التغذية: يتسبب سوء التغذية بعدم الحصول على المستويات المطلوبة من الفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة لتصنيع كريات الدم البيضاء مثل: حمض الفوليك (Folic Acid) وفيتامين ب 12 (Vitamin B12)، ومن ناحية أخرى فإن تناول المنتجات الضارة كالكحول من الممكن أن يؤثر سلبا في مخزون الجسم من العناصر الغذائية وتعداده من كريات الدم البيضاء.
- الاضطرابات المتعلقة بالطحال: إن إصابة الطحال بالعدوى، أو تعرضه لجلطة دموية، وأي مشكلة أخرى من الممكن أن تؤثر في أدائه وتؤدي إلى تضخمه، وبالتالي ينخفض عدد كريات الدم البيضاء في الجسم لأنه أحد الأعضاء المنتجة لخلايا الدم البيضاء أيضا، ومن أبرز مشاكل الطحال فرط نشاطه الذي يعني أن يدمر الطحال خلايا الدم البيضاء نتيجة لتضخمه مما يؤدي إلى نقص عددها وحدوث فقر الدم (Anemia).[٣][٤]
- الغرناوية: وتسمى أيضا داء الساركويد (Sarcoidosis) وهي أحد الأمراض المناعية التي تتسبب بإحداث التهابات في أجزاء صغيرة من الجسم خلال رد فعل مبالغ فيه من الجهاز المناعي، ويمكن أن يؤثر داء الساركويد في نخاع العظم، وبالتالي يؤدي إلى نقص كريات الدم البيضاء.[٥]
- الاضطرابات المتعلقة بالولادة: وهي الاضطرابات الخلقية (Congenital disorders) كمتلازمة كوستمان (Kostmann syndrome).[٥]
العلاجات والأدوية التي قد تسبب نقص كريات الدم البيضاء
غالبا إن آلية العمل التي تؤثر بها الأدوية في عدد كريات الدم البيضاء مرتبطة بالجهاز المناعي للجسم، وبعض الأدوية على الجانب الآخر تتسبب في خفض عدد كريات الدم البيضاء عن طريق تثبيط نخاع العظم كأدوية العلاج الكيميائي للسرطان،[٣] وفيما يلي ذكر للأدوية والعلاجات التي قد تتسبب بانخفاض عدد كريات الدم البيضاء:
- علاجات السرطان: وتشمل العلاج الكيميائي (Chemotherapy)، والعلاج بالأشعة (Radiation therapy)، وزراعة النخاع العظمي (Bone marrow transplant).[٥]
- الأدوية الأخرى: نذكر منها ما يلي:[٣]
- دواء كلوزابين (Clozapine) وهو أحد أنواع مضادات الذهان (Antipsychotics).
- الأدوية المضادة للصرع مثل: فالبروات الصوديوم (Sodium Valproate) واللاموتريجين (Lamotrigine).
- الأدوية المثبطة للمناعة والمستخدمة في عمليات زراعة الأعضاء مثل: دواء سيروليموس (Sirolimus)، ودواء التاكروليمس (Tacrolimus)، ودواء ميكوفينوليت موفيتيل (Mycophenolate mofetil)، ودواء السيكلوسبورين (Cyclosporine).
- دواء الإنترفيرون (Interferon) المستخدم في علاج التصلب المتعدد (Multiple sclerosis).
- الدواء المستخدم في علاج إدمان التدخين والمضاد للاكتئاب المعروف باسم البوبروبيون (Bupropion).
- بعض المضادات الحيوية مثل: البنسلين (Penicillin) والمينوسيكلين (Minocycline).
نقص كريات الدم البيضاء مجهول السبب
يستخدم مصطلح مجهول السبب (Idiopathic) عندما لا يكون سبب نقص كريات الدم البيضاء معروفا على الرغم من إجراء الفحوصات الشاملة، ومثال ذلك قلة الخلايا المتعادلة (Neutropenia) المزمن مجهول السبب.[١]
أسباب نقص كريات الدم البيضاء حسب نوعها
قد لا يشمل نقص كريات الدم البيضاء جميع الأنواع، ففي بعض الحالات المرضية ينخفض نوع من أنواع الخلايا البيضاء في حين تبقى الأخرى ضمن مستوياتها الطبيعية، وهذا قد يساعد في الكشف عن وجود مرض معين والتنبؤ بشدته.[١]
قلة الخلايا المتعادلة
توجد طريقتان تتسببان بحدوث قلة الخلايا المتعادلة (Neutropenia) : الأولى عدم قدرة نخاع العظم على إنتاج حاجة الجسم من هذه الخلايا، والأخرى سرعة استخدام الخلايا المتعادلة وتحطيمها بما لا يتوافق مع سرعة إنتاجها، وتندرج تحت هاتين الطريقتين أسباب عدة، يمكن ذكرها على النحو التالي:[٦]
- العدوى المختلفة مثل: التهابات الكبد (Hepatitis)، والسل، وتعفن الدم، وداء لايم.
- الأدوية وخاصة العلاج الكيميائي الذي يعد أكثر أسباب قلة الخلايا المتعادلة شيوعا.
- السرطان، وأمراض نخاع العظم، وأمراض الدم الأخرى.
- سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن الضرورية لبناء الخلايا المتعادلة مثل: النحاس، وفيتامين ب 12، وحمض الفوليك.
- أمراض المناعة الذاتية مثل: داء كرونز (Crohn’s Disease)، والذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
انخفاض تعداد الخلايا الحمضية
غالبا لا يعد انخفاض تعداد الخلايا الحمضية (Eosinophils) مشكلة تؤثر في صحة الجسم، حيث تعوض أجزاء الجهاز المناعي الأخرى النقص، وعادة ما يتم الكشف عن انخفاض تعداد الخلايا الحمضية خلال إجراء تعداد الدم الكامل لأهداف أخرى، ومن أبرز الحالات المرضية المرتبطة بانخفاض تعداد الخلايا الحمضية متلازمة كوشينغ (Cushing syndrome)، وتعفن الدم، وأخذ أدوية الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids).[٧]
نقص الخلايا القاعدية
عادة ما يرتبط نقص الخلايا القاعدية (Basophils) بحالات مرضية عدة، ومن أبرز هذه الحالات ما يلي:[١]
- أمراض الحساسية مثل: الشرية (Utricaria)، والوذمة الوعائية (Angioedema)، وصدمة الحساسية (Anaphylaxis) التي تسمى أيضا التأق، وحالات التحسس الشديد.
- الاستخدام طويل الأمد للكورتيكوستيرويد واستخدامها بجرعات عالية.
- الإجهاد والتوتر.
- المرحلة الحادة من العدوى والالتهابات.
- فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) والتسمم الدرقي (Thyrotoxicosis).
قلة اللمفاويات
قلة اللمفاويات (Lymphocytopenia) هو مرض يقل فيه عدد نوع معين من خلايا الدم البيضاء يعرف بالخلايا اللمفاوية (Lymphocytes)، وتحدث قلة اللمفاويات نتيجة للعديد من الأمراض، والظروف، والعوامل التي قد تكون مكتسبة أو موروثة، ونعني بالمكتسبة أي تلك التي لم تكن موجودة عند الولادة، وإنما تم تطويرها بعد ذلك، أما الموروثة فتعني تلك المحمولة على الجينات والمنقولة من الآباء إلى الأبناء، وفيما يأتي ذكر لأسباب قلة اللمفاويات بشكل أكثر تفصيلًا:[٨]
- الأسباب المكتسبة: تشمل الظروف، والأمراض، والعوامل المكتسبة كلا مما يلي:
- الأمراض الناجمة عن العدوى مثل: السل، والإيدز (AIDS)، والتهاب الكبد الفيروسي، والحمى التيفية (Typhoid fever).
- الذئبة وغيرها من أمراض المناعة الذاتية.
- استخدام أدوية الستيرويد (Steroid).
- أمراض الدم مثل: سرطانات الدم، وداء هودجكن (Hodgkin’s disease)، وفقر الدم اللاتنسجي (Aplastic Anemia).
- علاج السرطان الإشعاعي والكيميائي.
- الأسباب الموروثة: وتشمل الأمراض الموروثة النادرة مثل: شذوذ دي جورج (DiGeorge)، ومتلازمة فيسكوت ألدريتش (Wiskott-Aldrish syndrome)، ومتلازمة عوز المناعة المشترك الشديد (Severe combined immunodeficiency syndrome)، ومتلازمة الرنح وتوسع الشعيرات (Ataxia- telangiectasia).
انخفاض تعداد الخلايا الوحيدة
يحدث انخفاض تعداد الخلايا الوحيدة (Monocyte) نتيجة أسباب عدة، ويقال إن هناك انخفاض في عدد الخلايا الوحيدة إذا قل عددها عن 500 خلية لكل ميكرولتر من الدم، ومن أبرز أسباب انخفاضها ما يلي:[٩]
- كبت نقي العظم (Myelosuppression) الذي يحدث نتيجة للعلاج الكيميائي مع وجود نقص في الأنواع الأخرى من كريات الدم البيضاء الذي يعرف بقلة الكريات (Cytopenia).
- حدوث طفرة في الخلايا المكونة للدم.
- الأورام السرطانية مثل: لمفوما هودجكين (Hodgkin’s lymphoma)، وابيضاض الدم الليمفاوي الحاد (Acute lymphoblastic leukemia)، وسرطان الدم المشعر للخلايا (Hairy Cell Leukemia).
- العدوى مثل: الإيدز، وفيروس إبشتاين-بار، والفيروسات الغدانية (Adenovirus)، والسل الدخني (Miliary tuberculosis).
- العلاج بالكورتيكوستيرويد والغلوبيولين المناعي (Immunoglobulin).
- استئصال الأمعاء والمعدة.
- انخفاض تعداد الخلايا الوحيدة المؤقت الذي يحدث نتيجة تسمم داخلي، وأثناء غسيل الكلى، والإصابة بقلة العدلات الدورية (Cyclic neutropenia).
مراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د , “What Is Leukopenia?، www.verywellhealth.com, Retrieved 6-8-2020. Edited.
- ↑ “What Are Autoimmune Disorders?”, www.webmd.com, Retrieved 6-8-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث “Leukopenia Causes، www.news-medical.net, Retrieved 6-8-2020. Edited.
- ↑ “Why Is My White Blood Cell Count Low?، www.webmd.com, Retrieved 6-8-2020. Edited.
- ^ أ ب ت “What is leukopenia?، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 6-8-2020. Edited.
- ↑ “Neutropenia, www.my.clevelandclinic.org,02/05/2019، Retrieved 6-8-2020. Edited.
- ↑ “Eosinophilic Disorders، www.msdmanuals.com, Retrieved 6-8-2020. Edited.
- ↑ “Lymphocytopenia, www.nhlbi.nih.gov, Retrieved 6-8-2020. Edited.
- ↑ “monocytopenia, www.msdmanuals.com, Retrieved 6-8-2020. Edited.